Duration 12:56

شرح الإطناب وطرقه USA-DE

969 watched
0
21
Published 6 Feb 2021

: الإطناب هو زيادة للفظ على المعنى لفائدة معينة كالتوكيد أو الإيضاح وهو عكس الإيجاز. أو هو تأدية المعنى بعبارة زائدة عن المتعارف عليها لفائدة تقوية وتوكيد المعنى. مثل قوله تعالى: " تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر " سنجد هنا أن ربنا سبحانه وتعالى قد زاد اللفظ على المعنى في الآية الكريمة فمعنى الآية هو أن الملائكة تتنزل في ليلة القدر ولكن الله قد زاد لفظ الروح ويقصد به جبريل على لفظ الملائكة مع العلم أن جبريل هو ملك من الملائكة، وغرضه سبحانه وتعالى هنا هو التأكيد على مكانة جبريل عليه السلام، و فإذا لم يكن للإطناب فائدةُ في الكلام يصبح حشواً أو تطويلاً، فالحشو هو زيادة متعينة لايفسد بها المعنى مثل قول الشاعر وأعلم علم اليوم والأمس قبله = ولكنني عن علم ما في غد عَمِ فكلمة : قبله في البيت (حشو) لأن الأمس لايكون إلا قبلا فهي لفظة زائدة لم تعطينا فائدة ولم يفسد بها المعنى وهي متعينة في الجملة أي واضحة. والتطويل : فالتطويل هو أن يزيد اللفظ على أصل المعنى بدون فائدة، بشرط ألا يتعين المزيد بمعنى الأ يكون اللفظ الزائد محددا مثل قوله: وألفى قوله كذبًا ومَيْنًا فكلمتي الكذب والمين بنفس المعنى فإحداهما زائدة بلا فائدة ولا نستطيع تعيين الزائدة فيهما. ثانياً: ثانياً: أنواع الإطناب و صوره: هناك الكثير من أنواع الإطناب التي يستخدمها الأديب ليحقق فوائد بلاغية ومن هذه الأنواع: ذكر الخاص بعد العام – ذكر العام بعد الخاص – الإيضاح بعد الإبهام – الاعتراض – التكرار – الاحتراس. • أولا: ذكر الخاص بعد العام: والفائدة من ذلك هي التنبيه بشأن وفضل ذلك الخاص مثل قوله تعالى : (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) فقد خص الله الصلاة الوسطى بالذكر وهي العصر بعد الصلوات للتنبيه بشأن فضلها. ومنه أيضا قوله تعالى: " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ " فلاشك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخلان في عموم الدعوة إلى الخير ولكن الله خصهما مرة ثانية بالذكر تنويها بشأنهما الخاص. • ثانيا: ذكر العام بعد الخاص: والفائدة من ذلك هو إفادة العموم مع العناية بشأن الخاص، مثل قوله تعالى: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ. فلفظ «لي ولوالدي» زائد في الآية لأن معناه يدخل تحت معنى المؤمنين والمؤمنات، فهذان اللفظان «المؤمنين والمؤمنات» لفظان عامان يدخل في عمومهما من ذكر قبل ذلك، أي لِي وَلِوالِدَيَّ والفائدة من ذلك هي إفادة العموم مع العناية بالخاص لذكره مرتين: مرة وحده ومرة مندرجا تحت العام. • ثالثا: الإيضاح بعد الابهام. والفائدة من ذلك زيادة تقرير المعنى في ذهن السامع بذكره مرتين: مرة على طريق الإجمال والإبهام، ومرة على طريق التفصيل والإيضاح. مثل قوله تعالى: " وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ" فإن قوله تعالى: أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ هو إيضاح للإبهام الذي تضمنه لفظ «الأمر». لأن الآية إذا توقفت عند كلمة الأمر لأصبحت مبهمة وغير مفهومة ولكن جاءت تكلمة الآية أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين لتزيل الإبهام وتوضحه، ومنه كذلك قوله تعالى: أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ" فإن ذكر الأنعام والبنين توضيح لما أبهم قبل ذلك في قوله: بِما تَعْلَمُونَ. فلا نعلم ماذا يقصد ربنا بقوله أمدكم بما تعلمون فجاء التوضيح بالأنعام والبنين. • رابعاً: الاعتراض: وهو أن يؤتى في أثناء الكلام أو بين كلامين متصلين في المعنى بجملة أو أكثر لا محل لها من الإعراب لفائدة غير دفع الإبهام. ومن هذا يفهم أن الإطناب باعتراض يؤتى به في الكلام لفائدة أو لغرض يقصد إليه البليغ. ومن الأغراض البلاغية للإطناب بالاعتراض: أ- التنزيه: وذلك كقوله تعالى: وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ- سُبْحانَهُ- وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ. فالجملة الاعتراضية «سبحانه» في الآية الكريمة جاءت لغرض بلاغي وهو المسارعة إلى تنزيه المولى جل شأنه وتقديسه عما ينسبون إليه من بهتان. ب- الدعاء مثل قول الشاعر وتحتقر الدنيا احتقار مجرِّب … يرى كل ما فيها «وحاشاك» فانيا. فهنا جاءت الجملة الاعتراضية حاشاك لفائدة بلاغية وهي الدعاء للمخاطب. ج- التنبيه على أمر من الأمور مثل قول الشاعر ألا زعمت بنو سعد بأني - ألا كذبوا – كبير السن فاني فقد نبه الشاعر في الجملة الاعتراضية على كذب القوم في ادعائهم عليه. • خامساً: التكرار والمراد به تكرير المعاني والألفاظ في الكلام مرة أخرى وهناك دواع لهذا التكرار منها: أ‌. تأكيد وتقرير المعنى في نفس السامع: مثل قوله تعالى " كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ" فقوله: كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ الأولى هي زجر وإنذار لهؤلاء الذين ألهاهم التكاثر في الدنيا عن العمل للآخرة. وفي تكرير قوله تعالى: كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ الثانية تأكيد لهذا الزجر بسبب الاستمرار في اللهو والبعد عن الله. ب‌. إظهار التحسر مثل قول الشاعر: فيا قبرَ معنٍ أنت أولُ حفرةٍ … من الأرض خُطت للسماحة مضجعا ويا قبر معن كيف واريْتَ جودَه … وقد كان منه البر والبحر مُتْرعا ت‌. طول الفصل مثل قول الشاعر لقد علم الحي اليمانون أنني … إذا قلت أما بعد أني خطيبها فقد كرر الشاعر «أني» لطول الفصل بين اسم «أنني» الأولى وخبرها. • سادساً: الاحتراس. والإطناب بالاحتراس يكون حينما يأتي المتكلم بمعنى يمكن أن يدخل عليه فيه لوم أو عتاب، فيأتي بما يخلصه من هذا اللوم. وقد يكون في وسط الكلام كقول طرفة بن العبد: فسقى ديارك -غيرَ مفسدها- … صوب الربيع وديمة تهمي فقوله: «غير مفسدها» احتراس وتحرز من المقابل وهو محو معالمها.

Category

Show more

Comments - 0